تمرُّ في الثّاني من شهرِ تشرينَ الثّاني من كلِّ عامٍ ذكرى مؤلمةٌ مليئةٌ بالظُّلمِ والقَهْرِ لشعبِنا العربيِّ الفلسطينيِّ، ولكلِّ معاني الحقِّ والعدلِ، وهي ذكرى وعدِ بلفورَ المشؤومِ.
إنَّ المشروعَ الاستعماريَّ الاستيطانيَّ الصّهيونيَّ في فلسطينَ الحبيبةِ هو الثَّمرةُ الخبيثةُ لتآمُرِ الدُّولِ الاستعماريَّةِ الكبرى خدمةً لمصالِحِها بعيداً عن القِيَمِ الإنسانيَّةِ والقوانينِ والشَّرائعِ الدّوليَّةِ، ووعدُ بلفورَ هو جريمةٌ نكراءُ من جرائمِ هذهِ الدُّولِ، وقدِ استَخدمَتِ الحركةُ الصّهيونيَّةُ هذا الوعدَ ليكونَ أحدَ أهمِّ المُرتَكَزاتِ التي قامَ عليها الكيانُ الصّهيونيُّ الغاصبُ المجرمُ، وجزءاً أساسيَّـاً من المخطَّطاتِ الاستعماريَّةِ الصّهيونيَّةِ.
إنَّنا في جيشِ التَّحريرِ الفلسطينيِّ نُجَدِّدُ التّأكيدَ أنَّ بلفورَ لا يملكُ حقَّ التَّصرُّفِ بأرضِنا الفلسطينيَّةِ الطّاهرةِ، أو التَّنازُلَ عنها لليهودِ، وترامب لا يملكُ حقَّ الاعترافِ بالقدسِ عاصمةً للكيانِ الصّهيونيِّ، لأنَّ الأرضَ أرضُنا والقدسَ قدسُنا، وكما كُتِبَ تاريخُ وعدِ بلفورَ بالعارِ، سنكتُبُ تاريخنَا بتحريرِ فلسطينَ بالدَّمِ والنّارِ، فخيارُنا كان وما يزالُ هو المقاومةُ لتحريرِ الأرضِ لاستعادةِ المُقَدَّساتِ، وطريقُنا الشَّهادةُ أو النَّصرُ، والشَّهادةُ أوَّلًا هي الطَّريقُ إلى النَّصرِ؛ مؤكِّدِينَ رفضَنا لكلِّ ما يمسُّ حقوقَ شعبِنا، داعينَ العالمَ ومنظَّماتِهِ الدّوليَّةَ إلى تَحَمُّلِ مسؤوليّاتِها والاعترافِ الكاملِ بحقوقِ شعبِنا، وكشفِ زيفِ الادِّعاءاتِ الصّهيونيَّةِ، وندعو أُمَّتَنا العربيَّةَ وشعبَنا العربيَّ الفلسطينيَّ إلى وحدةِ الصَّفِّ والكلمةِ، والعملِ الجادِّ المثمرِ لفرضِ إرادَتِنا الحرَّةِ الكريمةِ فوقَ أرضِنا، مُجَدِّدِينَ تَمَسُّكَنا بنهجِ المقاومةِ المشرِّفِ خلفَ رايةِ السَّيِّد الرَّئيـس المفدّى بشــار حافــظ الأســد ، مُثَمِّنينَ غالياً دورَ سوريةَ الإباءِ ومواقفَها الثّابتةَ والمُعْلَنَةَ في التَّمسُّكِ بحقوقِنا المشروعةِ، ودعمِ كفاحِ شعبِنا على طريقِ التَّحريرِ، والعودةِ وبناءِ الدَّولةِ الفلسطينيَّةِ المستقلَّةِ فوقَ كاملِ ترابِنا الوطنيِّ، وعاصمتُها القدسُ.
الحرِّيَّة لأسرانا البواسل، والشِّفاء العاجل لجرحانا الأبطال
المجد والخلود للشُّهداء الأبرار
** وإنَّنــــــــــــا لعائــــــــــــدون **
رئاسة هيئة أركان جيش التَّحرير الفلسطينيّ