نستقبلُ في السّادسَ عشرَ من تشرينَ الثّاني من كلِّ عامٍ ذكرى قوميَّةً خالدةً شَكَّلَتْ محطَّةً تاريخيَّةً هامَّةً في تاريخِ سوريةَ العروبةِ الحديثِ، وفي تاريخِ منطقتِنا العربيَّةِ عامَّةً، وهي الحركةُ التَّصحيحيَّةُ المجيدةُ التي قادَها القائدُ المؤسِّسُ
حــافـظ الأســـد .
إنَّ مسيرةَ حزبِنا العظيمِ – حزبِ البعثِ العربيِّ الاشتراكيِّ – شَهِدَتْ تطوُّراتٍ كبيرةً ارتَـبَطَتْ جميعُها بقضايا أُمَّتِنا العربيَّةِ، وخاصَّةً قضيَّـتَـنا الفلسطينيَّةَ، فَحَـقَّـقَـتْ إنجازاتٍ في مجالاتِ الحياةِ كافَّةٍ غَطَّتْ رُبُوعَ سوريةَ الإباءِ، وانعَكَسَتْ آثارُها على الصِّراعِ العربيِّ-الصّهيونيِّ، فكانت أعظمُ الإنجازاتِ انتصاراتُ حربِ تشرينَ التَّحريريَّةِ في السّادسِ من تشرينَ الأوَّلِ عامَ 1973م.
لقد تَحَوَّلَتْ سوريةُ الكرامةِ بعدَ التَّصحيحِ المجيدِ إلى ورشةِ عملٍ لبناءٍ داخليِّ متماسِكٍ حضاريَّـاً واقتصاديَّـاً وثقافيَّـاً وعسكريَّـاً واجتماعيَّـاً، وذلكَ لم يَمْنَعْها من متابعةِ دورِها الرّائدِ في دعمِ نضالِ شعبِنا العربيِّ الفلسطينيِّ وكفاحِهِ لتحريرِ أرضهِ واستعادةِ مُقَدَّساتِهِ، وقد نالَ جيشُنا الوطنيُّ جيشُ التَّحريرِ الفلسطينيُّ كلَّ أشكالِ الدَّعمِ والمساندةِ المادِّيَّةِ والمعنويَّةِ ليبقى جيشاً لفلسطينَ والعروبةِ ولسوريةَ الإباء، قلعةِ العروبةِ، وكلُّنا ثقةٌ أنَّ كلَّ المؤامراتِ والحروبِ التي تتعرَّضُ لها سوريةُ الكبرياءِ لن تَـثْـنِـيَها عن مواقفِها القوميَّةِ ونَهْجِها المقاومِ المشرِّفِ.
إنَّنا في جيشِ التَّحريرِ الفلسطينيِّ نُجَدِّدُ في هذهِ المناسبةِ القوميَّةِ المباركةِ وقوفَنا في خندقِ الصُّمودِ والتَّضحيةِ جنباً إلى جنبٍ مع بواسلِ الجيشِ العربيِّ السُّوريِّ الأُباةِ؛ متمسِّكينَ بالمقاومةِ خلفَ رايةِ القائدِ الأملِ السَّـيِّد الرَّئيس المفدّى
بـشـار حــافـظ الأســـد سبيلًا لتحريرِ أرضِنا وتحقيقِ أهدافِنا المنشودةِ، وبمبادئِ حزبِنا العظيمِ حزبِ البعثِ العربيِّ الاشتراكيِّ، وقِيَمِ وفِكْرِ قائدِ التَّصحيحِ والتَّحريرِ القائدِ المؤسِّسِ حــافـظ الأســـد ؛ مؤكِّدِينَ رفضَنا كلَّ أنواعِ التَّطبيعِ والاستسلامِ، داعينَ كلَّ القوى الحيَّةِ من أبناءِ شعبِنا العربيِّ الفلسطينيِّ، وأمَّتِنا العربيَّةِ والأحرارِ والشُّرفاءِ في منطقتِنا والعالمِ إلى تفعيلِ كلِّ أشكالِ المقاومةِ ضدَّ العدوِّ الصّهيونيِّ المجرمِ، وإلى دعمِ بطولاتِ أَسرانا الأشاوسِ في معركتِـهِم ضدَّ قوى الظُّلمِ والقمعِ والاستبدادِ باعتبارِها جزءاً من معاركِ شعبِنا المستمرَّةِ، ومقاومتهِ الدّائمةِ للمشروعِ الاستيطانيِّ الصّهيونيِّ الغاصبِ، مُؤَكِّدِينَ أنَّ نضالَ شعبِنا العربيِّ الفلسطينيِّ المقاومِ، وتضحياتِهِ سَـتُـتَـوَّجُ حتماً بالنَّصرِ والتَّحريرِ والعودةِ وإقامةِ الدَّولةِ الفلسطينيَّةِ المستقلَّةِ وعاصمَتُها القدسُ.
الحرِّيَّة لأسرانا البواسل، والشِّفاء العاجل لجرحانا الأبطال
الـمجد والـخلود لشهداء سورية وفلسطين والعروبة