تَمُرُّ في الثَّلاثينَ من آذارَ من كلِّ عامٍ ذكرى وطنيَّةٌ خالدةٌ في ضميرِ أبناءِ شعبِنا العربيِّ الفلسطينيِّ، وأحرارِ وشرفاءِ أُمَّتِنا العربيَّةِ والعالَمِ، وهي ذكرى يومِ الأرضِ الفلسطينيَّة.
إنَّ هذهِ الذِّكرى العظيمةَ ترتبطُ في وجدانِنا بقيمِ ومعاني التَّمسُّكِ بأرضِنا الطّاهرةِ، والاستعدادِ العالي لبذلِ الغالي والنَّفيسِ دفاعاً عنها، وذَوْداً عن شرفِنا وكرامتِنا وحقوقِنا، لأنَّ يومَ الأرضِ في الثَّلاثينَ من آذارَ كان انتصاراً للدَّمِ على الجَلّادِ، وهو تأكيدٌ على فشلِ كلِّ سياساتِ التَّهويدِ والقَضْمِ لأرضِنا، وكلِّ محاولاتِ فَكِّ ارتباطِ أبناءِ شعبِنا بوطنهِ وقضيَّتِهِ، فالعقودُ التي مَضَتْ من زمنِ الاحتلالِ أَجَّجَتْ جذوةَ المقاومةِ؛ وتَشَبُّثُ شعبِنا العربيِّ الفلسطينيِّ بأرضهِ ومُقَدَّساتِهِ، هو المنارةُ للبطولاتِ التي كَتَبَها بالدَّمِ في كلِّ محطّاتِهِ النِّضاليَّةِ وانتفاضاتِهِ وثوراتِهِ، ومقاومتِهِ بالحجرِ والسِّكِّينِ، والدَّهْسِ والبندقيَّةِ والصّاروخِ، وفي مواجهةِ حِرابِ السَّجّانينَ وجبروتِ الطُّغاةِ المحتلِّين.
إنَّ مقاومةَ شعبِنا العربيِّ الفلسطينيِّ مستمرَّةٌ نحوَ النَّصرِ والتَّحريرِ والعودةِ؛ بدعمٍ من قلعةِ العروبةِ؛ سوريةَ الصُّمودِ وقائدِها الرَّمزِ السَّيِّد الرَّئيس المفدّى بـشــار حـافــظ الأســـد ، رغمَ كلِّ الظُّروفِ والمؤامراتِ، وإنَّ ما يجري في سوريةَ والعالَمِ اليومَ يؤكِّدُ أنَّ وجودَ الكيانِ الصّهيونيِّ السَّرطانيِّ هو آفَةٌ وسببٌ رئيسٌ فيما تُواجِهُهُ الدُّولُ والشُّعوبُ من أزماتٍ وحروبٍ وسَفْكٍ للدِّماءِ، وتهديدٍ للسَّلامِ والاستقرارِ في العالَمِ بأسرهِ، وبهذا فإنَّنا نعتبرُ صمودَ شعبِنا ونضالَهُ ومقاومتَهُ واجباً وطنيَّـاً وقوميَّـاً وإنسانيَّـاً مقدَّساً، يتطلَّبُ مزيداً من وحدةِ الصَّفِّ الفلسطينيِّ والعربيِّ، ودعماً دوليَّـاً حقيقيَّـاً لِحَقِّنا في أرضِنا ووطنِنا.
المجد والخلود للشُّهداء الأبرار, والحرِّيَّة لأسرانا البواسل، والشِّفاء العاجل لجرحانا الأبطال
** وإنَّنــــــــــــا لعائــــــــــــدون **
رئاسة هيئة أركان جيش التَّحرير الفلسطينيّ