نحتفلُ في السّابعَ عشرَ من نيسانَ من كلِّ عامٍ مع شعبِنا العربيِّ في سوريةَ، ومع جماهيرِ أُمَّتِنا العربيَّةِ بذكرى استقلالِ سوريةَ العروبةِ وجلاءِ المستعمرِ الفرنسيِّ عن أرضِها الطّاهرة.
إنَّ حرِّيَّةَ الشُّعوبِ واستقلالَها، وسيادةَ الدُّولِ والحفاظَ على حقوقِها هي النَّتيجةُ الحتميَّةُ لتضحياتِ أبنائِها الذينَ دَفَعُوا ويَدْفَعُوْنَ دماءَهُم وأرواحَهُم في سبيلِ وطنِـهمِ وقُدْسِيَّةِ ترابِـهِ، وشعبُنا العربـيُّ السُّوريُّ العريقُ أَدْرَكَ بأصالتِـهِ أنَّ طَرْدَ المحتلِّ الفرنسيِّ لن يتمَّ بالقراراتِ الدّوليَّةِ ولا بالمفاوضاتِ والتَّنازلاتِ، ولن يكونَ مِنْحَةً من المحتلِّ احتراماً لحقوقِ الإنسانِ، بل سيكونُ عبرَ تطهيرِ الأرضِ من رِجْسِ الاحتلالِ بالدِّماءِ الزَّكيَّةِ، وإجبارِهِ على الرُّضوخِ بالقوَّةِ لإرادةِ الحقِّ، فكان خيارُ هذا الشَّعبِ العظيمِ منذُ اللَّحظةِ الأولى هو مواجهةُ المحتلِّ ودَفْعُ الثَّمنِ الغالي كُرمى لعيونِ الوطنِ الأغلى.
لقد واجهَ الاحتلالُ الفرنسيُّ مقاومةً عنيفةً في كلِّ مكانٍ من أرضِ سوريةَ العطاءِ، وما تزالُ بطولاتُ رجالِ سوريةَ الإباءِ ونسائِها مضربَ المثلِ، ومصدرَ فخرٍ واعتزازٍ، وما تزالُ أسماءُ أبطالِـها مناراتٍ خالدةً من الشَّهيدِ البطلِ يوسف العظمة فارسِ ملحمةِ ميسلونَ إلى إبراهيم هنانو والشَّيخ صالح العلي، وحسن الخرّاط، ومحمَّد الأشمر، وسلطان باشا الأطرش، وغيرهِم من الأبطالِ العظماءِ، فكانَ الجلاءُ المجيدُ في السّابعَ عشرَ من نيسانَ عامَ 1946م نهايةَ الاحتلالِ الفرنسيِّ، واستعادةَ سوريةَ لمكانتِها، وانطلاقَ شعبِها لأداءِ دورِهِ القوميِّ والسِّياديِّ؛ مُتَمَسِّكاً بكبريائِـهِ في مواجهةِ المشاريعِ والأطماعِ الاستعماريَّةِ التي لم تَنْتَهِ باندحارِ الاستعمارِ الفرنسيِّ، بل تحوَّلَتْ إلى أشكالٍ وأنواعٍ جديدةٍ أَشَدَّ إجراماً وإرهاباً،
أوَّلُها المشروعُ الاستيطانيُّ الصّهيونيُّ في فلسطينَ، وما جَرَّهُ على المنطقةِ والعالمِ من إرهابِ حروبٍ ودمارٍ وويلاتٍ وسَفْكٍ للدِّماءِ.
إنَّ أمثولةَ الجلاءِ العظيمِ هي جزءٌ من عواملِ ثقةِ شعبِنا العربيِّ الفلسطينيِّ بقدرتِـهِ على تحقيقِ الأهدافِ الوطنيَّةِ المشروعةِ، وكَنْسِ الاحتلالِ الصّهيونيِّ المُجْرِمِ، وهو مستمرٌّ بمقاومتِـهِ البطوليَّةِ، ويُقَدِّمُ في كلِّ يومٍ التَّضحياتِ الجِسامِ، ومواكبَ الشُّهداءِ والجرحى، ثابتاً على مبادئِـهِ، راسخاً في أرضِـهِ، مُصَمِّماً على التَّحريرِ مهما غَلَتِ التَّضحياتُ، ولن تتوقَّفَ مسيرةُ عطائِـهِ حتّى ترتفعَ رايَـتُنا عزيزةً خفّاقةً فوقَ أسوارِ القدسِ ومآذِنِـها وكنائِسِها، ونحنُ في جيشِ التَّحريرِ الفلسطينيِّ سنبقى على العهدِ لشعبِنا ولِأُمَّتِنا العربيَّةِ في التَّمسُّكِ بخيارِ المقاومةِ خلفَ رايةِ السَّيِّد الرَّئيس المفدّى بـشـار حـافـظ الأســد ، وفي الاستعدادِ لِبَذْلِ الغالي والنَّفيسِ في سبيلِ أداءِ واجبِنا المقدَّس.
المجد والخلود للشُّهداء الأبرار, والشِّفاء العاجل للجرحى البواسل, والحرِّيَّة لأسرانا الأبطال
** وإنَّنــــــــــــا لعائــــــــــــدون **
رئاسة هيئة أركان جيش التَّحرير الفلسطينيّ