في مثلِ هذا اليومِ قبلَ سبعةٍ وسبعينَ عاماً أُوْقِدَتْ جذوةُ الشَّرفِ، منبثقةً من بذرةِ العزِّ والكرامةِ، التي زرعَها السُّوريُّونَ الشُّرفاءُ في أطهرِ ترابٍ على هذهِ الأرضِ؛ هذهِ الأرضُ التي لا تزالُ تأخذُ مهرَها دماً وعرقاً في سبيل صونِها ومنعتِها.
لقد جاءَ تأسيسُ الجيشِ العربيِّ السُّوريِّ تلبيةً لحاجةِ العروبةِ جمعاءَ لمن يصونُ كرامتَها ويحفظُ كبرياءَها، كيف لا وهو الجيشُ العربيُّ أوَّلًا، والسُّوريُّ ثانياً؛ وانطلاقاً من هذهِ التَّسميةِ فقد انخرط هذا الجيشُ الباسلُ بعدَ تأسيسهِ بأشهرٍ قليلةٍ في الصِّراعِ ضدَّ العدوِّ الصّهيونيِّ، ولم يتخلَّفْ عن واجبِ الدِّفاعِ عن فلسطينَ وشعبِها، وساندَ الحقَّ العربيَّ من المحيطِ إلى الخليجِ؛ إيماناً منهُ بوحدةِ الأمَّةِ، ووحدةِ الأرضِ والمصير.
وبعدَ الحركةِ التَّصحيحيَّةِ المباركةِ التي قادَها القائدُ المؤسِّسُ حـافــظ الأســد ، تطوَّرَ الجيشُ العربيُّ السُّوريُّ بشكلٍ كبيرٍ ومتميِّزٍ، وتسلَّحَ بالعقيدةِ والإيمانِ؛ حيثُ أصبحَ من الجيوشِ الحديثةِ القويَّةِ التي تمتلكُ البنيةَ المادِّيَّةَ والمعنويَّةَ الصّلبةَ الكفيلةَ بإنجاحهِ في أداءِ واجبهِ المقدَّسِ، وقد تجلَّتْ قوَّتُهُ وكفاءةُ رجالهِ بأبهى صورِها في تنفيذِ القرارِ الشُّجاعِ، الذي اتَّخذَهُ القائدُ المؤسِّسُ بخوضِ حربِ تشرينَ التَّحريريَّةِ، وما تَلاها من حربِ الاستنزافِ، إيماناً منهُ بقدرةِ هذا الجيشِ على تحقيقِ الانتصاراتِ؛ حيثُ صدحَ صوتُ الحقِّ مدوِّياً جليَّاً، ليعيدَ للعربِ كرامتَهم، ويحرِّرَ الأرضَ المسلوبةَ زُوراً وبهتاناً.
كما كان للجيشِ العربيِّ السُّوريِّ الباسلِ الدَّورُ المحوريُّ في الحفاظِ على وحدةِ وعروبةِ لبنانَ الشَّقيقِ، وفي التَّصدِّي للاجتياحِ الصّهيونيِّ عامَ 1982م، جنباً إلى جنبٍ مع جيشِ التَّحريرِ الفلسطينيِّ، وفصائلِ المقاومةِ الفلسطينيَّةِ، والوطنيَّةِ اللُّبنانيَّةِ؛ حيثُ سطَّرَ أروعَ أنواعِ ملاحمِ البطولةِ، وقدَّمَ التَّضحياتِ الجسامَ دليلًا مشرِّفاً على عروبةِ هذا الجيش.
ثم جاءت معركةُ الحقِّ في مواجهةِ الباطلِ؛ التي خاضَها هذا الجيشُ الباسلُ ضدَّ إرهابٍ غاشمٍ جاءَ من شتّى دولِ العالمِ، لتصقلَ قدراتهِ، وتزيدَهُ عزماً وصلابةً؛ لأنه أُسِّسِ على عقيدةٍ صلبةٍ لا تلين، ومبادئَ شريفةٍ كريمةٍ، فأثبتَ من خلالِ سنوات الأزمةِ أنَّهُ جيشُ العروبةِ بحقٍّ، وسورُ الكرامةِ المنيعُ وسفينتُها السّائرةُ على طريقِ الانتصارِ، بقيادةٍ شُجاعةٍ وحكيمةٍ من رُبّانِها الفَذِّ السَّيِّد الرَّئيس الفريق بشـار حافـظ الأسـد ، فاستطاعَ مع الشَّعبِ المقاومِ والشُّرفاءِ من أبناءِ أمَّتِنا والعالمِ تحقيقَ معجزةِ الصُّمودِ والمواجهةِ ضدَّ أخطرِ المؤامراتِ، وهو اليومَ ينتصرُ ويقطفُ ثمارَ التَّضحياتِ الجِسامِ ودماءَ الشُّهداءِ كرامةً وعزَّةً وإباءً، تلكَ التَّضحياتُ التي سَتُتَوَّجُ بالنَّصرِ المُؤَزَّرِ وزوالِ الإرهابِ والاحتلالِ عن أرضِ سوريةَ الطّاهرةِ، وهو يرسمُ بكلِّ القوَّةِ والثَّباتِ ملامحَ مرحلةٍ جديدةٍ في تاريخِ سوريةَ الحديثة.
إنَّنا في جيشِ التَّحريرِ الفلسطينيِّ إذ نفخرُ ونعتزُّ بدورِنا في مواجهةِ المشروعِ الصّهيونيِّ، والوقوفِ جنباً إلى جنبٍ مع رجالِ الجيشِ العربيِّ السُّوريِّ البواسلِ ضدَّ العدوِّ الغاشمِ؛ فإنَّ لنا عظيمَ الشَّرفِ بمشاركتِنا الفاعلةِ مع هذا الجيشِ الأَبِيِّ في التَّصدِّي للمؤامرةِ غيرِ المسبوقةِ التي تتعرَّضُ لها سوريةُ الشُّموخِ، لثنيِها عن مواقفِها القوميَّةِ المبدئيَّةِ، وخاصَّةً مواقفَها في الدِّفاعِ عن قضيَّتِنا الفلسطينيَّة.
– تحيَّة الإجلال والإكبار لروح القائد المؤسِّس حافظ الأسد، ولأرواح شهدائنا الأبرار.
– تحيَّة الإباء لرجال الجيش العربيّ السُّوريّ حماة الدِّيار في عيدهم السّابع والسَّبعين.
– تحيَّة المحبَّة والوفاء لرمز الشُّموخ وعنوان الصُّمود وصانع الانتصارات السَّيِّد الرَّئيس المفدّى الفريق بشار حافظ الأسد.
** وإنَّنــــــــــــا لعائــــــــــــدون **
رئاسة هيئة أركان جيش التَّحرير الفلسطينيّ