تمرُّ علينا في الثّاني من تشرينَ الثّاني ذكرى سوداءُ مظلمةٌ في تاريخِ أُمَّتِنا العربيَّةِ المعاصرِ، بل في تاريخِ الإنسانيَّةِ كلِّها، ألا وهي ذكرى وعدِ بلفورَ المشؤومِ الذي أصدرَهُ وزيرُ الخارجيَّةِ البريطانيُّ وتَعَهَّدَ فيهِ ببناءِ وطنٍ قوميٍّ لليهودِ في فلسطينَ لِيُوْجِدَ صورةً من أبشعِ صورِ الظُّلمِ والعدوانِ، وليكونَ هذا الوعدُ المشؤومُ جريمةً بحقِّ الإنسانيَّةِ جمعاءَ لأنَّهُ كان سبباً رئيساً في إقامةِ الكيانِ السَّرطانيِّ الصّهيونيِّ فوقَ أرضِنا الفلسطينيَّةِ الطّاهرةِ، وهذا الكيانُ هو آفةُ كلِّ الصِّراعاتِ والحروبِ والمجازرِ والأزماتِ التي اندلعَتْ نيرانُها في منطقتِنا وفي أكثرَ من بقعةٍ من بقاعِ العالم.
إنَّ شعبَنا العربيَّ الفلسطينيَّ البطلّ لا يزالُ مُتَمَسِّكاً بالمقاومةِ سبيلًا لتحريرِ أرضهِ واستعادةِ مُقَدَّساتِـهِ وبناءِ دولتِـهِ الفلسطينيَّةِ المستقلَّةِ فوقَ كاملِ ترابهِ المُحَرَّرِ وعاصمَتُها القدسُ رغمَ التَّضحياتِ الجِسامِ التي قَدَّمَها خلالَ عقودٍ طويلةٍ من الصِّراعِ مع العدوِّ الصّهيونيِّ، وهو يُثْبِتُ للعالمِ أجمعَ في كلِّ يومٍ أنَّهُ أهلٌ للمواجهةِ، وأنَّهُ يمتلكُ الإيمانَ والإرادةَ والشَّجاعةَ والقدرةَ على العطاءِ، ما يَجْعَلُنا واثقينَ بأنَّ النَّصرَ قادمٌ، ويُثْبِتُ أنَّ قوافلَ شهدائِنا وأبطالِنا الذينَ يُسَطِّرُونَ ملاحمَ بطوليَّةً تَعْجَزُ الكلماتُ عن وصفِها هم مناراتٌ نحوَ النَّصرِ المُؤَزَّرِ، وأنَّ دموعَ الأُمهّاتِ وصَبْرَهُنَّ تبني قلاعاً من الصُّمودِ والرُّجولة.
إنَّنا في جيشِ التَّحريرِ الفلسطينيِّ وفي ذكرى هذا الوعدِ المشؤومِ ندعو إلى تعزيزِ المقاومةِ بكلِّ أشكالِها، وإلى الالتفافِ حولَ مقاوِمينا الأبطالِ، مُشِيْدِيْنَ بحالةِ الاحتضانِ الشَّعبيِّ لبواسِلِنا الأشاوسِ، مُجَدِّدِينَ ثِقَتَنا أنَّ لقاءَ
السَّيِّد الرَّئيس المفدّى بـشـار حـافـظ الأســد مع قادةِ فصائلِ المقاومةِ الفلسطينيَّةِ هو دليلُ عافيةِ نهجِ المقاومةِ وقوَّتِـهِ وقُدْرَتِـهِ على الصُّمودِ وإفشالِ مُخَطَّطاتِ المتآمرينَ، وهو تأكيدٌ على أنَّ سوريةَ الأسد بقيادتِها التّاريخيَّةِ وشعبِها الصّامدِ الأَبِـيِّ وجيشِها الباسلِ ستبقى قلعةً للعروبةِ، وستبقى السَّنَدَ الحقيقيَّ لنضالِ شعبِنا في سبيلِ تحقيقِ أهدافِهِ المشروعةِ، مُؤَكِّدِينَ أنَّ الوحدةَ الوطنيَّةَ على أساسِ الحِفاظِ على حقوقِنا هي عنوانٌ للسَّيرِ قُدُماً في طريقِ النِّضالِ للتَّحريرِ والعودةِ وبناءِ الدَّولةِ الفلسطينيَّةِ المستقلَّةِ فوقَ كاملِ تُرابِنا المُحَرَّرِ وعاصمَتُها القدس.
المجدُ والخلودُ للشُّهداءِ الأبرارِ، والشِّفاءُ العاجلُ لجرحانا الأبطالِ، والحرِّيَّةُ لأسرانا البواسل
** وإنَّنـــــــــا لعائـــــــــدون **
رئاسة هيئة أركان جيش التَّحرير الفلسطينيّ