نستقبلُ اليومَ مع جماهيرِنا المناضلةِ ذكرى قوميَّةً خالدةً في تاريخِ أُمَّتِنا العربيَّةِ المعاصرِ، هي الذِّكرى التّاسعةُ والأربعونَ لحربِ تشرينَ التَّحريريَّةِ المجيدةِ التي صَنَعَ أمجادَها القائدُ المُؤَسِّسُ حـافـظ الأســد .
في السّادسِ من تشرينَ الأوَّلِ عامَ /1973م/ بدأتْ معاركُ حربِ تشرينَ التَّحريريَّةِ على جبهةِ الجولانِ العربيِّ السُّوريِّ المحتلِّ وسفوحِ جبلِ الشَّيخِ الأَشَـمِّ، وعلى جبهةِ سَيناءَ المِصْرِيَّةِ وقناةِ السُّويسِ، فأعادَ المقاتلونَ العربُ الأَشاوِسُ كرامةَ الأُمَّةِ وعُنفوانَها، وسَطَّرُوا ملاحمَ بطوليَّةً خالدةً حَطَّمَتْ أسطورةَ جيشِ العدوِّ الذي ظَنَّ أنَّـهُ لا يُقْهَرُ، واشتَعلَتِ الأرضُ تحتَ أقدامِ الغُزاةِ لهيباً من النّارِ، وتَسابَقَ المقاتلونَ العربُ في تسطيرِ أروعِ البطولاتِ، وأَذْهَلُوا العالَمَ بشجاعتِهِم ومعنويّاتِهِمُ العاليةِ، وإمكاناتِهِم وقُدْرَتِهِم على التَّعامُلِ مع أقسى الظُّروفِ القتاليَّةِ، واستخدامِ أحدثِ أنواعِ الأسلحةِ، وتسابَقَتْ جماهيرُ أُمَّتِنا العربيَّةِ من محيطِها إلى خليجِها لتقولَ كلمتَها مُدَوِّيَةً إنَّها تحتضنُ هؤلاءِ البواسلَ، وتَثِقُ كلَّ الثِّقَةِ بأنَّ النَّصرَ قادمٌ لا مَحالةَ؛ فجاءَتْ مَلْحَمَةُ حربِ تشرينَ التَّحريريَّةِ وما حَقَّقَتْهُ من انتصاراتٍ وإنجازاتٍ لتكونَ من المَحَطّاتِ الفاصلةِ في تاريخِ الصِّراعِ العربيِّ – الصّهيونيّ.
إنَّ الإرادةَ والتَّصميمَ وقوَّةَ الحقِّ، والإعدادَ الحقيقيَّ الجادَّ، واليقظةَ والحِفاظَ على الجاهزيَّةِ القتاليَّةِ العاليةِ والتَّحَلِّيَ بالرُّجولةِ والشَّجاعةِ والإيمانِ بعدالةِ القضيَّةِ، والاستعدادَ الدّائمَ للتَّضحيةِ والفداءِ عواملُ رئيسةٌ ساهَمَتْ في تحقيقِ انتصاراتِ حربِ تشرينَ التَّحريريَّةِ ونحنُ مُتَمَسِّكُونَ بالرُّوحِ القتاليَّةِ والمعنويَّةِ العاليةِ والإخلاصِ بالعملِ التي رافقَتْ كلَّ مراحلِ الاستعدادِ لِخَوْضِ هذهِ الحربِ، وما رافَقَ معاركَها منذُ الطَّلْقَةِ الأُولى، فنحنُ نَحْمِلُ بكلِّ الفخرِ والاعتزازِ رايةَ جيشِ التَّحريرِ الفلسطينيِّ الذي قاتَلَ في حربِ تشرينَ التَّحريريَّةِ، وهو اليومَ يُشارِكُ في التَّصَدِّي للإرهابِ المُجْرِمِ الذي يَسْتَهْدِفُ سوريةَ العروبةِ، وسنبقى أبداً رجالًا في ميادينِ البطولةِ والشَّهادةِ نُلَبِّي نداءَ الواجبِ المُقَدَّسِ مهما غَلَتِ التَّضحيات.
إنَّنا في جيشِ التَّحريرِ الفلسطينيِّ نُعاِهدُ روحَ قائدِ تشرينَ التَّحريرِ الطّاهرةَ، وأرواحَ شهدائِنا الأبرارِ، ونُعاهِدُ شعبَنا العربيَّ الفلسطينيَّ المُقاوِمَ البطلَ، وجماهيرَ أُمَّتِنا العربيَّةِ أنَّنا سنُحافِظُ على روحِ تشرينَ التَّحريريَّةِ حيَّةً في ضمائرِنا لأنَّها روحُ الانتصارِ وتحريرِ الأرضِ، وسنبقى مُتَمَسِّكِينَ بخندقِ المقاومةِ المُشَرِّفِ الذي يَجْمَعُنا مع رجالِ الجيشِ العربيِّ السُّوريِّ الباسلِ خلفَ رايةِ أملِ الأُمَّةِ السَّيِّد الرَّئيس المفدّى الفريق بـشـار حـافـظ الأســد حتّى التَّحريرِ والعودةِ وبناءِ الدَّولةِ الفلسطينيَّةِ المستقلَّةِ فوقَ كاملِ تُرابِنا المُحَرَّرِ وعاصمَتُها القدس.
المجدُ والخلودُ للشُّهداء الأبرار
** وإنَّنـــــــــا لعائـــــــــدون **
رئاسة هيئة أركان جيش التَّحرير الفلسطينيّ