مع إشراقةِ ربيعِ نيسانَ تحتفلُ أُمَّتُنا العربيَّةُ في السّابعِ من نيسانَ من كلِّ عامٍ بذكرى قوميَّةٍ خالدةٍ هي ذكرى تأسيسِ حزبِنا العظيمِ حزبِ البعثِ العربيِّ الاشتراكيّ.
أيُّها الإخوة والرِّفاق المقاتلون:
إنَّ تأسيسَ حزبِ البعثِ العربيِّ الاشتراكيِّ في السّابعِ من نيسانَ عامَ 1947 هو رَدُّ أُمَّتِنا العربيَّةِ الطَّبيعيُّ لمواجهةِ كلِّ أشكالِ الضَّعفِ والخنوعِ والاستسلامِ، والفِرْقَةِ والتَّشَرْذُمِ، وآفاتِ التَّخلُّفِ والتَّبَعِيَّةِ، وجاءَ تأسيسُ هذا الحزبِ كخيارٍ أمثلَ لاستعادةِ دورِها الحضاريِّ في مسيرةِ الشُّعوبِ، والاستعدادِ لمستقبلٍ تستطيعُ فيهِ أن تُواجِهَ محاولاتِ تفكيكِها، والقضاءِ على مُكَوِّناتِ وحدتِها، وأُسُسِ انطلاقِها نحو الأمام.
يا أبطال فلسطين رجال جيش التَّحرير الفلسطينيّ:
بعدَ تأسيسهِ بأشهرٍ قليلةٍ واجهَ حزبُنا العظيمُ المشروعَ الصّهيونيَّ، وبدأَ بممارسةِ دورهِ في الصِّراعِ ضدَّ العدوِّ الصّهيونيِّ، واعتَـبَـرَ القضيَّةَ الفلسطينيَّةَ قضيَّتَهُ المركزيَّةَ؛ مُؤَكِّداً أنَّ الصِّراعَ مع هذا العدوِّ هو صراعُ وجودٍ لأنَّ الكيانَ الغاصبَ يستهدفُ الأُمَّةَ العربيَّةَ جمعاءَ، فقد كانت لدى حزبِ البعثِ العربيِّ الاشتراكيِّ رؤيةٌ شموليَّةٌ وعميقةٌ لطبيعةِ المشروعِ الصّهيونيِّ، وقد انعكسَتْ هذهِ الرُّؤيةُ في سياسةِ سوريةَ العروبةِ وخاصَّةً بعدَ الحركةِ التَّصحيحيَّةِ المجيدةِ التي قادَها القائدُ المُؤَسِّسُ حافــظ الأســد ، فأصبحَتْ فلسطينُ البَوْصَلَةَ الأساسَ لكلِّ عملٍ عربيٍّ مشترَكٍ، والدَّليلَ الأوَّلَ لطبيعةِ العلاقاتِ مع الدُّولِ، إضافةً إلى تقديمِ كلِّ أشكالِ الدَّعمِ والمساندةِ لنضالِ شعبِنا وكفاحهِ لتحريرِ أرضهِ واستعادةِ مُقَدَّساتهِ، ومنها دعمُ جيشِنا الوطنيِّ جيشِ التَّحريرِ الفلسطينيِّ بأسبابِ الوجودِ والقوَّةِ والتَّطوُّر.
وقد استمرَّ هذا النَّهجُ القوميُّ المقاومُ المُشَرِّفُ في ظلِّ القيادةِ الحكيمةِ والشُّجاعةِ للسَّيِّد الرَّئيس المفدّى بشــار حافــظ الأســد ، الذي نرى نحنُ في جيشِ التَّحريرِ الفلسطينيِّ –في كلِّ ساعةٍ– دليلًا على عُمقِ انتمائهِ القوميِّ لفلسطينَ وقضيَّتِها، وهو ما ينعكسُ على صمودِ ومقاومةِ شعبِنا العربيِّ الفلسطينيِّ البطلِ، وتطويرِ أساليبهِ في مواجهةِ آلةِ القتلِ العنصريَّةِ الصّهيونيَّةِ، وجرائمِ الاحتلالِ ومجازرهِ المتواصلة.
يا أبطال جيش التَّحرير الفلسطينيّ:
إنَّ مسيرةَ مقاومةِ شعبِنا البطلِ للمشروعِ الصّهيونيِّ مستمرَّةٌ وسَتُتَوَّجُ بالنَّصرِ والتَّحريرِ والعودةِ، وتحقيقِ أهدافِنا الوطنيَّةِ المشروعةِ، وإقامةِ الدَّولةِ الفلسطينيَّةِ المستقلَّةِ فوقَ كاملِ التُّرابِ الوطنيِّ المُحَرَّرِ، وعاصمَتُها القدسُ، وما نَشْهَدُهُ من صمودِ وتضحياتِ أبناءِ شعبِنا الصّامدِ في الوطنِ المحتلِّ يَدْفَعُنا لمتابعةِ بذلِ الجُهدِ والعطاءِ استعداداً لمعاركِ الشَّرفِ والبطولةِ ضدَّ العدوِّ الصّهيونيِّ الغاشمِ؛ لِنُجَسِّدَ قولًا وعملًا انتماءَنا لفلسطينَ وعروبتَها وقضيَّتَها، والتزامَنا بقيمِ ومبادئِ حزبِنا العظيمِ حزبِ البعثِ العربيِّ الاشتراكيِّ؛ حزبِ فلسطينَ المقاومةِ، وسوريةَ قلعةِ الشُّموخِ، وحزبِ العروبةِ وقضاياها العادلة.
الحرِّيَّة لأسرانا البواسل، والشِّفاء العاجل لجرحانا الأبطال
والمجد والخلود للشُّهداء الأبرار
** وإنَّنــــــــــــا لعائــــــــــــدون **
رئاسة هيئة أركان جيش التَّحرير الفلسطينيّ