جيش التحرير الفلسطيني ادارة التوجيه المعنوي و السياسـي
نحتفلُ في السّادسِ من أيّارَ بعيدِ الشُّهداءِ أكرمِ مَنْ في الدُّنيا وأنبلِ بني البشرِ، الذينَ رووا بدمائهم الطَّاهرةِ ترابَ الوطنِ الغالي، فأزهرَ عزَّةً وشموخاً.
لقد بذلَ أبناءُ شعبِنا العربيِّ الغالي والنَّفيسَ دفاعاً عن كرامتهم، وعن تاريخهم، وحاضرهم، ومستقبلِ أبنائِهم، وقدَّموا خلال مواجهتهم للحملاتِ الاستعماريَّةِ المتعاقبةِ التَّضحياتِ الجِسامَ، وكانت دماءُ شهدائهم دوماً المناراتِ الشَّامخةَ لدروبِ الحرِّيَّةِ، والسَّبيلَ الأمثلَ لطردِ المحتلِّينَ والغزاة.
لقد عاثَ المستعمرونَ في هذهِ الأرضِ الطَّيِّبةِ فساداً، وحاولوا إخضاعَ أهلِنا بالنَّارِ والحديدِ، وسفكِ الدِّماءِ، ومن ممارساتهم التي يندى لها جبينُ الإنسانيَّةِ ما ارتكبَهُ الوالي العثمانيُّ المجرمُ جمال باشا السَّـفّاح، بإعدامِ كوكبةٍ من المناضلينَ الأحرارِ في بيروتَ ودمشقَ صباحَ يومِ 6/أيّـار/عامَ 1916م.
إنَّ طريقَ حرِّيَّةِ الوطنِ وكرامتهِ مُعَبَّدَةٌ بالتَّضحياتِ، وشعبُنا العربيُّ الفلسطينيُّ قَدَّمَ في نضالهِ لتحريرِ أرضهِ مواكبَ الشُّهداءِ شلّالاتٍ من العطاءِ والنُّورِ والكبرياءِ؛ واثقاً أنَّ الشَّهادةَ قيمةٌ عُليا لا بديلَ عنها لتحريرِ الأرضِ، وهو يتابعُ بكلِّ الإصرارِ والإرادةِ الصُّلبةِ مسيرةَ الحرِّيَّةِ، رافضاً كلَّ أشكالِ التَّخاذلِ والتَّنازلِ والمفاوضاتِ العبثيَّةِ، متمسِّكاً بأرضهِ ومقدَّساتهِ، وما شهدتهُ أرضُنا المقدَّسةُ في انتفاضةِ القدسِ الأخيرةِ شاهدٌ حيٌّ على قدرةِ هذا الشَّعبِ المقاومِ على تحقيقِ الانتصاراتِ العظيمةِ التي ستُتَوَّجُ يوماً بتحقيقِ أهدافنا الوطنيَّةِ في التَّحريرِ والعودةِ، وإقامةِ الدَّولةِ الفلسطينيَّةِ المستقلَّةِ فوقَ كاملِ ترابِنا الوطنيِّ المُحَرَّرِ، وعاصمَتُها القدس.
في ظلِّ قداسةِ الشَّهادةِ وفي عيدِ الشُّهداءِ الأبرارِ نعاهدُ دماءَهُم الزَّكيَّةَ أن نبقى في جيشِ التَّحريرِ الفلسطينيِّ أوفياءَ أمناءَ في الدِّفاعِ عن شرفِ وكرامةِ شعبِنا وجيشِنا؛ متمسِّكينَ بخندقِ المقاومةِ المشرِّفِ، جنباً إلى جنبٍ مع أبطالِ الجيشِ العربيِّ السُّوريِّ البواسلِ، خلفَ رايةِ القائدِ الأملِ، السَّيِّد الرَّئيس المفدّى بشــار حافــظ الأســد ، داعينَ إلى وحدةِ الصَّفِّ الوطنيِّ والقوميِّ خلفَ قيادتهِ الحكيمةِ والشُّجاعةِ، حتّى تحريرِ أرضِنا واستعادةِ مُقَدَّساتِنا في الجولانِ وفلسطينَ، وستبقى دماءُ شهدائِنا أمانةً في أعناقِنا حتّى النَّصرِ والتَّحريرِ، طريقُنا إلى ذلكَ الشَّهادةُ، لأنَّها الطَّريقُ إلى النَّصر.
الـمجد والـخلود للشُّهداء الأبرار
** وإنَّنــــــــــــا لعائــــــــــــدون **
رئاسة هيئة أركان جيش التَّحرير الفلسطينيّ
