نحتفل في السابع عشر من نيسان من كل عام مع شعبنا العربي في سورية, ومع جماهير أمتنا العربية المجيدة بذكرى وطنية وقومية خالدة, هي ذكرى جلاء المستعمر الفرنسي عن أرض سورية الإباء.
إن تاريخ منطقتنا العربية شهد موجات متتالية من الغزوات والمستعمرين الطامعين بنهب خيراتها، ولهذا كان قدر أبنائها أن يدافعوا عنها وأن يقدموا التضحيات ومواكب الشهداء, ليدفعوا عن أرضهم الطاهرة عار الاحتلال وذل الخنوع والاستسلام، وبهذه الروح قاتل أبناء شعبنا العربي السوري الغزاة المستعمرين الفرنسيين منذ اللحظة الأولى لتدنيسهم طُهر ترابنا، واشتعلت الأرض تحت أقدام الغزاة ، وكتبوا بالدم الغالي صفحاتِ فخرٍ واعتزاز، وسطروا ملاحم بطولة وفداء، تُوّجت انتصاراتها وتضحياتها بالجلاء العظيم.
ولم تنته الأطماعُ الاستعمارية بخروج الاحتلال الفرنسي من أرض سورية العروبة، ولم تنتهِ معاركُ شعبنا العربي السوري ضد الاستعمار بانسحاب الاحتلال، بل كان الاستقلالُ العظيم محطةً تاريخيةً وبداية مرحلة جديدة لبناء دولة حديثة ذات سيادة, تمارس دورها الحضاري في تاريخ الأمة العربية، وتواجه المخاطر المستمرة التي تستهدف حاضرها ومستقبلها، فواجهت المشروع الاستعماري الصهيوني في فلسطين، وقدمت كل ما تستطيع من دعم لشعبنا وقضيته ومقاومته.
إننا نحتفل بذكرى استقلال سورية العروبة, ونحن نقف جميعاً على أعتاب نصر عظيم تحققه سورية الحبيبة بشعبها المقاوم، وجيشها الباسل، وقائدها الرمز السيد الرئيس المفدى بشار حافظ الأسد ضد المؤامرة غير المسبوقة، وهو نصر عظيم عزيز يتناسب مع حجم المؤامرة، وعَظَمة التضحيات، ومع أثره على المنطقة والعالم.
إننا في جيش التحرير الفلسطيني نؤكد في هذه المناسبة الجليلة تمسكنا بحقنا في أرضنا ووطننا, واستعدادنا الدائم لبذل الغالي والنفيس في سبيل تحقيق أهداف شعبنا المشروعة، مؤكدين أن استقلالَ سورية الشموخ وقوَتها ومنعتَها هي قوةٌ لفلسطين, ودعمٌ أكيد لمقاومتها وسيرِها نحو النصر والتحرير، متمسكين بنهج المقاومة القومي المشرف خلف راية القائد المفدى السيد الرئيس بشار حافظ الأسد, عنوان الكرامة ورمز الانتصار.المجد والخلود للشهداء
الأبرار والشفاء العاجل للجرحى البواسل والحرية لأسرانا الأبطال
وإننا لعائدون
رئاسة هيئة أركان جيش التحرير الفلسطيني