جيش التحرير الفلسطيني ادارة التوجيه المعنوي و السياسـي
أيُّها الرِّجال الأبطال:
إن تأسيسَ جيش التَّحرير الفلسطينيِّ كان تلبيةً لتطلع شعبنا الفلسطيني إلى استعادة حقه المشروع واعتماد الكفاح المسلح سبيلاً للتحرير بدلاً من عبارات الشجب والإدانة والاستنكار, انطلاقاً من إيمانه بأنّ ما أُخذ بالقوة لا يُستردُّ إلا بالقوة
فعندما تخلى الجميع عن جيش التحرير تبنته سورية بقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد طيب الله ثراه، ووفرت له الدعم الكامل على مختلف الأصعدة مادياً ومعنوياً ولوجستياً، وأمدته بكل مستلزمات البقاء والاستمرار، وقد استمر هذا الدعم في عهد القائد المقاوم السيد الرئيس الفريق بشار حافظ الأسد القائد العام للجيش والقوات المسلحة، الذي اعتبر مقاتلي جيش التحرير الفلسطيني كأبنائه مقاتلي الجيش العربي السوري الشقيق.
يا رجال جيش التَّحرير الفلسطيني:
يا منْ كتبتم اسمَ جيشكم هذا بحروفٍ من نور في سجل الأمجاد بوقوفكم المشرِّف إلى جانب أشقائكم بواسل الجيش العربي السوري البطل, كتفاً بكتف في مواجهة أعتى صنوف الإرهاب على مدارِ عقدٍ ونيِّف من الزَّمن, كنتم خلاله أسطورةً في الوفاء لسورية وشعبِها وقدَّمتُم الأرواحَ رخيصةً في مِحرابها وفي سبيل تحرير أرضِها الطَّاهرة, هذه الأرض التي نشأتُم عليها، نعم أيها الرجال البواسل إنها سورية العروبة التي دفعت من دماء شيبها وشبابها ثمناً لتمسكها بفلسطين وقضيتها، فلأجل كل ماقدمته لنا كانَ حقاً علينا نصرُها وردُّ الجَّميل الذي كنتم أهلَهُ ورجاله أنتم أيُّها الأبطال, أنتم أيُّها الفرسان, أنتم يا رجال جيش التَّحرير الفلسطينيِّ.
أمَّا أنتم ياأهلنا الصَّامدين في الأرض المحتلة:
في جنين ومخيَّمها وقطاع غزة وغلافها ونابلس والخليل وأسرانا الصامدين في سجون الاحتلال يا من تتصدون للسجان بالأمعاء الخاوية والإرادة التي لاتلين فقد كنتم المثل الأعلى في التضحية والعزَّة والكرامة، فكيف لمخيمٍ لا تتجاوز مساحتهُ عشرات الأمتار أن يصمدَ في وجهِ جيشٍ من القتَلَة مُدجَّجين بأحدثِ أنواع الأسلحة, وكيف لأسيرٍ أعزل أن يقهر إرادة السَّجان ويفرضَ إرادتهُ عليه, وكيف لفتى بعمر الزهور أن يخترق كل الحواجز ويصرع من قطعان المستوطنين بعدد ما يتسع له مسدسه من طلقات، فكل رصاصة عرفت طريقها ولم تخطئ الهدف.
– أيُّها المقاتلون الشجعان:
إنَّنا في جيش التحرير الفلسطيني نحملُ على عواتقنا مَسؤولياتٍ جساماً, فالوطنُ بحاجةٍ إلى رجالٍ أشداء يعرفون الهدف وينطلقونَ نحوهُ بعزيمةٍ وإصرار، وتكريساً لهذا المبدأ فإنني أوصيكم بالمزيد من العمل والتدريب، ورفع اللياقة البدنية، وبذل الجهد وتحمل التعب للوصول إلى أعلى المستويات في الكفاءة القتالية، فكل قطرة عرق توفر قطرة دم، كما أوصيكم بالحرص على أعلى درجات الانضباط العسكري لأنه المظهر الأساس من مظاهر قوة الجيش وبأسه، وأوصي القادة على مختلف مستوياتهم أن يبذلوا جهدهم في بناء الشخصية العسكرية للمقاتلين وصقلها من النواحي النفسية والجسدية، وعليهم الاهتمام بالمستوى الصحي والمعنوي اللائق للمرؤوسين والعمل على كل ما يحفظ كرامتهم وقوة عزيمتهم، كما أحثكم على المحافظة على السلاح والعتاد وإيلائه أقصى درجات الاهتمام؛ كما علينا نحن المُقاتلين أن نبقى في أعلى درجات الجاهزيَّة القتاليَّة لنكونَ على استعدادٍ دائم لتلبية نداءِ الواجب، فالنصرُ قريبٌ والعودة حقٌّ لا رجوعَ عنه, وإنَّنا من فلسطين وإنَّنا إليها راجِعون.
