نستقبل في السادس عشر من تشرين الثاني ذكرى قومية خالدة هي الذكرى الثالثة والخمسون للحركة التصحيحية المباركة التي قادها بطل تشرين التحرير وصانع تشرين التصحيح القائد المؤسس حافظ الأسد طيب الله ثراه.
لقد كانت الحركة التصحيحية المباركة الرد الطبيعي للجماهير الكادحة على الانفصال وعلى التجزئة والتشرذم، وثورة حقيقية أعادت حزب البعث العربي الاشتراكي حزباً للجماهير يدافع عنها ويشكل طليعتها المناضلة في سبيل أهدافها، ولذلك حققت هذه الحركة انجازات عظيمة في سورية والمنطقة العربية وخاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية من خلال الدعم والمساندة لنضال شعبنا العربي الفلسطيني, ولجيشنا الوطني الباسل جيش التحرير الفلسطيني الذي أمدته سورية العروبة سورية القائد المؤسس حافظ الأسد بكل أسباب الصمود والبقاء والاستمرار في أداء واجبه الوطني والقومي، وما يزال هذا النهج القومي المشرف حياً نابضاً بالعنفوان في ظل راية السيد الرئيس المفدى القائد الرمز بشار حافظ الأسد.
إن من أعظم انجازات الحركة التصحيحية المباركة حرب تشرين التحريرية التي تحققت فيها الانتصارات العظيمة و كسرت هيبة جيش الاحتلال الصهيوني, وحطمت أسطورته بأنه لا يقهر، ونرى صدى هذه المسيرة المشرفة اليوم في بطولات وانتصارات المقاومة الفلسطينية البطلة التي مرغت أنف هذا العدو بالتراب, وأكدت بما لا يدع مجالاً للشك أن الكيان الصهيوني زائل لا محالة، و بعد أن فشل هذا الكيان في مواجهة شبابنا الفلسطيني المقاوم كشف عن وجهه الإرهابي الدموي المجرم من خلال حملته المسعورة في سفك دماء الأبرياء من أطفالنا ونسائنا وشيوخنا، مستهدفاً المرافق العامة والخاصة والأحياء السكينة وحتى المشافي ودور العبادة، واهماً أن نهر الأشلاء والدماء الطاهرة وغبار الدمار سيمحو ذل وعار هزيمة جيشه المنهار في /7 تشرين الأول/ فهذه الدماء الزكية هي الأساس الذي ستقوم عليه الدولة الفلسطينية المستقلة فوق كامل ترابنا الوطني المحرر وعاصمتها القدس.
إننا في جيش التحرير الفلسطيني ومعنا شرفاء جماهير أمتنا العربية وأحرار العالم وفي هذه المناسبة القومية الخالدة نستذكر عظمة التصحيح المبارك مجددين فخرنا واعتزازنا ببطولات مقاومتنا الفلسطينية الباسلة, وانجازاتها العظيمة التي نعتبرها محطة مضيئة في تاريخ الصراع العربي – الصهيوني، مؤكدين استنكارنا وإدانتنا لما يرتكبه الاحتلال من جرائم تجاوزت كل حد, ولم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلاً، معتبرين أن الصمت أو التهاون في إدانة هذه الجرائم والتخاذل عن دعم صمود شعبنا من قبل الدول العربية والعالم ومنظماته الدولية والإنسانية هو مشاركة حقيقية في ارتكاب هذه المجازر, وتشجيع للعدو على مواصلتها دون رادع، واثقين أن التاريخ سيكتب بأحرف من نور وكرامة صفحات مجد خالدة عن صمود وبطولات أهلنا في غزة، ويلبس رداء الخزي والعار لمن خذلهم أو تواطأ مع عدوهم ليسرق حياة أطفالنا وبسمتهم.
المجد والخلود للشهداء الأبرار، والشفاء العاجل لجرحانا الأبطال، والحرية لأسرانا البواسل، والنصر والعزة لشعبنا البطل.
وإننا لعائدون
رئاسة هيئة أركان جيش التحرير الفلسطيني